السبت، 28 فبراير 2009

السرب الكبير

لقاء فى الربيع
-------------------

شاهدتها منذ اسبوعين تسير بسرعة كمن كان على موعد دقيق ويبحث عن شئ هام فى اضيق وقت تتبعتها ببسمة

وسرور وقلت لنفسى من ارسلها من مرقدها الشتوى من اعلمها بقدوم الربيع من قال لها الا وقت للنوم وهذا وقت

العمل

وتعجبت حين قارنت بين حالنا وحال تلك القادمة من مملكة اخرى لم تتكاسل او تتوانى او تنتظر احداً ان يقدم لها يد

العون ... وقلت لنفسى ليتنى كنت فى مملكتكم وان كنت اشك ان تقبلونى فى مملكة النمل



والمنتدى ايضاً يموت
-------------------

الح علىّ برسائله وكانت كل فترة تصلنى رسالة رقيقة من منتدى فى بلاد لم اذهب اليها ولو بقلمى تشجعت ودخلت

ونشرت ولاحظت ان الاستقبال كان مشجعاً فى البداية مدفوعاً بأحساسى وبهجة الجديد ثم رويداً رويداً خبا الضوء

وضاعت بهجة اللقاء الاول وحلت بالمنتدى حالة من السكون المريب فعلمت وقتها ان المنتدى ايضاً يموت

نقل فؤادك
-------------------

كنت كلما قرأت سير حياة الشعراء اقف امام كثرة تنقلهم بين البلاد والملوك بشئ من الحيرة سائلاً نفسى ما الذى

يدفعهم لذلك ولمَ لا يستقرون فى بلد واحد تحت إمرة ملك او امير واحد حتى دخلت عالم المنتديات ووجدت انه لكى

تبدع يجب ان تدخل وتخرج وتروح وتجئ وتسافر بين صفحات تلك البلاد الوهمية فى ارض النت اللانهائية

يا زمان الوصل

-------------------

جادك الغيث إذا الغيث هما يا زمان الوصل بالأندلس


ـ لم يكن وصلك إلا حلما في الكرى أو خلسة المختلس


ـ في ليالٍ كتمت سر الهوى بالدجى لولا شموس الغرر


ـ مال نجم الكاس فيها وهوى مستقيم السير سعد الأثر


ـ وطرٌ ما فيه من عيبٍ سوى أنه مر كلمح البصر


ـ حيث لذ الأنس شيئاً أو كما هجم الصبح هجوم الحرس


هجوم الحرس
-------------------
ياه من زمان والحرس بيهجم علينا فقط نحن ابناء العرب

ياه من اكثر من 400 سنة واحنا والحرس معانا حتى واحنا بنحب

ياه ضاعت الاندلس وضاع الحب لكن الحرس لم تضيع

دكان صغير
-------------------

دكان صغير لا يتسع سوى لكرسى ومنضدة وفتاة جميله رقيقة كالدكان

بالدكان بضع تليفونات قديمة .. لمحتها تمسك بالمكواة وتلحم دوائر تليفون قديم فإذددت

اعجاباً بها
قبل ان اسأل اجابنى ابن اخى الذى يسير بجوارى انا معجب بها وكيف انها تتصدى لمثل هذا العمل بمفردها فقلما تتجه

البنات للأعمال اليدوية لكنه اردف قائلاً لكننى اخذت اضحك حين ابدت اعجابها بكونى بكلية التجارة والتى تمنتها

حيث اعتبر ترحابها ذلك ينم عن جهل بقدراتها وقيمتها فهى اولى بالاعجاب حين تصدت لعمل يدوى مطلوب على حين

اتجه الشباب للدراسات النظرية

فقلت فى نفسى حقاً كلنا يبحث عما فى يد غيره وينسى ما فى يده

السرب الكبير
-------------------

قال له البائع سوف تأتى لك كل يوم بوليف جديد فهى مدربة على ذلك

حملها فى القفص ومنى نفسه بسرب كبير .. استقبلها باقى اترابها بالترحاب طارت معهم وحطت بعد ان جائت بضيف

جديد طار من الفرح فقد صدق البائع

ثم طارت بباقى اترابها ولم تعود

الاثنين، 23 فبراير 2009

فى طريق العودة


فى طريق العودة

--------------------------------------------------------------------------------

في طريق العودة اخذ الليل يتسلل رويداً رويدا وأخذت البيوت القليلة تتقارب من بعضها كطفلين وحيدين انزويا في ركن مكين في منزل مهجور انتظرا طويلا عودة احد أبويهما ولم يجيئا وتناهت إلى مسامعي كلمات أغنية طالما أحببتها تصور فرحة ورجاء حبيب سمح له الزمن بلقاء حبيبه بمكان بعيد موحش ليس به الا فرحة اللقاء بحبيب عز لقاؤه ) مضويه ببيوت بيوت فانوس يسهر فانوس وأنت بقلبي محروس بليل الحرقة والنار ( فلا يؤنس وحشة بيت وحيد على الطريق سوى فانوس بيت بعيد يضئ له كأنما يقول له أنا سهران لأجلك ومعك فلا تبتئس وقتها تذكرت ضجيج المدينة وآلتها الموحشة التى تسرق من أيامنا اعز معانيها ولا تتركنا نشعر بلحظة صفاء نعود فيها لأنفسنا التي طالما حلمنا أن تكون لنا ولو مرة مع توالى الأحداث والأيام ودوران عجلتها بلا هوادة وأعود لأسأل نفسي كيف السبيل إلى معرفة أسرار تلك البيوت وكيف اقنع أصحابها أنفسهم بالبقاء بعيداً عن الآخرين في مكان موحش ليس به سوى بيوت لا تتعدي أصابع اليد الواحدة .. وكيف يمضون أيامهم ولياليهم وهل تقبل أن تكون معهم .. هل جربت الوحدة .. هل جربت أن تكون بلا جيران أو أن يكون لك جار أو جارين على الأكثر ..أكيد شعور غريب جديد لم نعرفه نحن أبناء المدن بل أبناء الضجيج وتمر المشاهد أمامي وأنا واضعاَ خدي على زجاج الحافلة وعيني على الطريق الذي يأخذني بعيداً عن أيام وأماكن لا ككل الأيام ولا ككل الأماكن وتبقى في الحلق غصة الوداع فللأماكن معزة ولفراقها ألم يعادل ألم و معزة وحب البشر وابحث في نفسك ستجد حتماً صدق ما أقول .. وبعد .. تقترب الرحلة من نهايتها و نعود لنعيش على ذكرى أيام ليست ككل الأيام ننهل منها نستدعيها ننشدها وكيف لا ولطالما بحثنا عن مثلها لننام على ذكراها

...............................
مرسى مطروح 20/7/2007

الجمعة، 20 فبراير 2009

هل انتهى زمن الرومانسيه ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

هل انتهى زمن الرومانسيه ؟

انا من جيل كان لديه الكثير من الخصوصية التى اراها تنتهك يوماً بعد يوم فى ظل ثورة الاتصالات والفضائيات والانهيار الحادث فى الاخلاق والمعاملات والضغوط المادية والمعنوية التى تزداد يوماً بعد يوم فقد كان الاختلاط بين الجنسين على ايامانا عليه محاذير كثيرةتجعلك تفكر الف مرة قبل ان تفكر فى اقامة علاقة ما ولو بالنظر مع الطرف الآخر نتج عن هذا اننا كنا جيل رومانسى جداً جيل اقام علاقاته وبنى تصوراتة بناء على خياله وعليه احتفظ فى مخيلتة للطرف الآخر بتصور جميل ومعانى سامية فقد كنا نتصور اننا مخلوقات نورانيه تتسامى وتتعالى عن باقى الناس لا تحمل بين جنبيها الا كل المعانى النبيلة وعليه فقد احتفظنا لبعضنا البعض بصور صعب تواجدها الان دفعنى الى كتابة هذا اننى شاهدت مسلسل كورى مفعم بالرومانسية قام بإخراجة انسان محب وكتبه انسان يعرف الحب ومثله ممثلون استطاعوا ان يخرجوا من قلبى احاسيس وعبرات كدت انساها مع زحمة السنين وهروب المشاعر خلف جدران خلقتها تلك الفوضى التى سرقت اعز مانملك وهى احاسيسنا ومشاعرنا فقد جاء هذا العمل فأحيا بداخلى ذكريات ومواقف وايام عزيزات ووجدتنى دون ان ادرى احاول ان امنع دمعة فرت من عينى خشية ان يرانى احد فلا يستوعب لم افعل ذلك وسعدت بأننى مازلت قادر على ان ابكى من مشهد او معنى او احساس صادق فمن زمان لم افعل ذلك
توقفت كثيراً وسألت نفسى بحسرة لمَ تحولنا الى ما نحن فيه لمَ ضاع الحب بيننا لمّ اختزلنا الحب فى مشاهد غريزية مقيتة وهل عز علينا ان نكتب مثل تلك الاعمال التى اراها اعمال قيمة تربى عليها جيلنا فأنا من جيل تربى على افلام كذهب مع الريح ومنزل صغير فى البرارى والكبرياء والتحامل اعمال خالدة كان القائمون على الاعلام ينتقوها بكثير من العناية اعمال كلها تحض على الفضيلة نتج عن ذلك ان نمت بداخلنا قيم الخير والجمال واحترام الاخر بل طبعت اعيننا وجبلتها على الا ترى سوى جوانب الفضيلة والخير والجمال وعليه كان هذا هو مرجعيتنا فى التعامل والحب ومنهلنا الذى ننهل منه ونحن نقيم علاقتنا مع الاخر اما اليوم فأنظر بحسرة على المعانى والمفاهيم التى يدعو
اليها اعلامنا ليل نهار والتى الغت الفوارق والفواصل بين الجنسين واستخرجت من النفس الانساية اسوأ ما فيها ونفست سموم واحقاد وعلاقات غير سوية بطريقة شيطانية لا تخرج الا من عقليات مريضة تكره نفسها وتكره الحياة و فأخرجت لنا مسوخ شوهت كل شئ جميل وجعلتى انسى ايام خالدات يوم ان كنت اختلى بنفسى واحاول جاهداً ان اتذكر كلمة قيلت او بسمة عابرة او حتى عتاب صامت او حتى علاقة
لم تتم الا فى مخيلتى

السبت، 14 فبراير 2009


اين اختفى آخر الديناصورات !!

اين اختفى آخر الديناصورات !!

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم
باقى من الزمن يوم واحد على وداع معرض القاهرة الدولى للكتاب اسعدنى الزمن بزيارتة اربع مرات خلال الاربعة عشر يوما الماضية كانت تلك هى الدورة الرابعة والاربعون للمعرض اما انا فهى الثلاثون او اقل قليلا فلقد وطنت نفسى مذ اول زيارة لى للمعرض حين كنت فى الرابعة عشرة من عمرى الا تمر سنة من عمرى دون ان ازوره

احساس جميل لا يمكن ان اصفه لكم ان تكون بين ضفتى كتاب جميل فما بالك وانت فى بحر الكتب تقلب عينيك بين عناوين وفهارس وصفحات واغلفة تتجاذبك فى فتنة ودلال كأنها زهور فى فصل الربيع دعت اجمل الفراشات كى تخف اليها

ذهبت الى المعرض فعرفت لماذا تتكالب الدنيا علينا
ككل عربى امين حملت بين جنبى شعور مرير بالقهر والهزيمة بعد اكثر من عشرين يوما على احداث غزة لم تترك لنا فيها فرصة لألتقاط الانفاس او حتى لتبرير اسباب العجز العربى العام والخاص

ذهبت الى المعرض وانا اسأل لماذا نحن العرب بالذات مستهدفون من العالم اجمع فعرفت السبب
هل يذكر التاريخ اسماء المهمشون والضعفاء هل يلتفت الى قصة حياة البقالين والصيادين واشباههم ؟
هل تعرف اسم الخباز او بائع اللبن لهتلر او نابليون ؟
بالطبع لا
اذن التاريخ لا يلتفت الا الى العظماء ولايذكر سواهم
كذلك الحضارات .. ولكن اين تلك الحضارت التى ظهرت واختفت ولم تترك لنا الا بعض آثارها التى تنعى ايام مجدها
اين السومارية والبابلية وبين النهرين وحضارات الانكا والمكسيك القديمة
كلها اختفت واندثرت ولم يبقى منها الا اجتهادات العلماء والاراء المرجحة والتى تضحضدها اراء اخرى
اما الحضارة العربية فلا والف لا
فلقد وقفت فى دهشة واجلال اما الذخائر العربية والمجلدت العظمى كلسان العرب والتفاسير التى تخطت الخمسين تفسيرا للقرآن و اسباب النزول وكتاب اخبار مكة واحياء علوم الدين والسيرة لابن هشام والرسائل القشيرية واخبار القضاه وطبقات الشعراء وصيد الخاطر ورسائل الثعالبى ووصايا الملوك وصبح الاعشى وغيرها وغيرها

عرفت وانا اتجول بين تلك الكتب العظيمة كم ترك لنا الاجداد من مآثر وكنوز جعلت العالم كله يحسدنا عليها ويتمنى زوالها عنا وزوالنا عنها فنحن كبار ابناء كبار واحفاد امة علمت العالم منذ فجر التاريخ معانى عظيمة مازلت بيننا لليوم

لكننا وفى غفلة من التاريخ وبعد ان تركنا اول آية فى القرآن واول امر إلاهى إقرأ حين قال تعالى في محكم تنزيله : " اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ و ربك الأكرم ، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم " صدق الله العظيم ..
وقتها تكالبت علينا الامم وتكاثرت واكلتنا حيث صرنا كاليتيم على موائد اللئام

.... وبعد اعتذر لك صديقى على الاطالة فلقد اخذتنى الكلمات بعيدا عن ان اصف لك معرض الكتاب هذا العام
واعدك بالعودة هنا بإذن الله فللحديث بقية وفى القلب الكثير .

اين اختفى آخر الديناصورات !!
.................................
اثناء تجوالى فى دار الشروق توقفت كثيرا امام كتاب للأطفال بهذا العنوان سوف اعرض عليك جزأ منه لكننى قبل ان اعرض عليك هذا الجزء اسألك اين اختفى آخر الديناصورات !!
http://www.neelwafurat.com/images/eg...n/94/94447.gif
الكتاب لأمل فرح وهذا جزء منه
عندما صحا الديناصور الرمادىمن نومه. كان كل شئ كما تركه قبل أن ينام.. الأرض حوله واسعة والخضرة تملأ المكان. ولا يوجد أى ديناصور آخر..كانت كل الديناصورات قد اختفت واحداً وراء الثانى، دون أن يعرف الديناصور الرمادى لماذا اختفوا؟ اختفاء الديناصورات لغز علمى ليس هناك رد واضح عليه، فبعض النظريات ترجع الأمر غلى التغيرات المناخية، وبعضها يرجعه إلى كارثة كونية، أى اصطدام كويكبات ومذنبات بالأرض، وغيرها من الأسباب لكن فى هذا الكتاب السبب مختلف.. فما هو يا ترى؟

لكننى reheema
استشفيت معنى آخر كله امل ان هناك ديناصور مختفى سيظهر يوما ما ليحقق لنا معنى من معانى الامل حتى لو كان امل عبيط .
انتظرنى فأنا بإنتظارك هنا بإذن الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
4/02/2009

الخميس، 12 فبراير 2009

بسم الله الرحمن الرحيم
اصنع سعادتك - حب ام عبودية

نعرف جميعا الرمال المتحركة وكيف تجذب الانسان (بنعومتها ) الفائقة وتستدرجه الى الغوص فيها تدريجيا ودون أن يشعر حتى ينغمس فيها تدريجيا ويصعب كثيرا انتزاع نفسه منها ويظل فيها الى أن تقضى عليه .. ومع اننا ندرك ذلك جيدا الا أننا وبنسب متفاوتة نقع أسرى لهذه الرمال القاسية . ونقصد بذلك انغماسنا فى الحب سواء كان موجهاً للجنس الآخر أو للأبناء أو لأنفسنا ايضاً . حيث يتحول الحب مع الاستغراق التام فيه من وسيلة لاسعادنا فى الحياة الى غاية فى حد ذاتة وهنا تتحقق العبودية لمن احببنا او لما احببنا ويتغير من سبب للسعادة الى وسيلة للشقاء حيث تدور حياتنا فى فلك من احببنا نسعد لسعادتة ونشقى لشقائه وتسحب من ايدينا - بالتدريج - قدرتنا على التوازن فى حياتنا وهو اساس الصحة النفسية حيث يجب ان يدرك كل منا ان حياتة مقسمة الى عدة اقسام ومنها حياتة الاسرية وعلاقاتة الشخصية وهواياتة واهتماماتة الخاصة وعمله وعلاقته بربه فكلنا عائدون اليه وان طال السفر - وصحتة الجسدية ولياقته الذهنية والبدنية وأوقات ترفيهيه وما الى ذلك وهذا ما يتوه عنا فى (غفلة ) تورطنا بالحب حيث تميل الكفة ميلاً ظالما لأنفسنا لصالح ما احببنا ونفقد اتزاننا النفسى ويشعر بذلك الطرف الآخر وغالباً - لأنه بشر وليس ملاكا - مايزهد فيما لديه من حب غامر ولا يريد دفع نصيبه من الاهتمام لقاء من حب فكلنا يهرب من دفع الفاتورة وقد قيل - عن حق - أن فى الحياة كما فى السياسة لا أحد يدفع الثمن بعد تسلم البضاعة لذا فحماية انفسنا من العبودية فى الحب ترجع الى كل واحد منا ولنتذكر نصيحة رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم ( حبك للشئ يعمى ويصم ) حيث ينبهنا الى التنبه وامتلاك الوعى عندما نحب حتى لا نصبح عبيدا للعاطفة مما يرشحنا للتعاسة واجترار الالم النفسى وما يصحبه من اعاقة للحياة الجيدة بكل نواحيها الصحية والنفسية ..وينطبق ذلك ايضا على الحب المفرط للعمل او لجمع المال او لطلب الشهرة حيث يصبح الانسان عبدا له ويختزل الحياة فى هذا الحب لذا تكثر الاصابة بالازمات الصحية الخطيرة عند حدوث اى خلل فى هذا الجانب وهو ما لم يمكن حدوثه لمن فاز بالتوازن و (أعز ) نفسه بالاعتدال فى الحب ولم ( يذلها ) بالانسحاق امام من يحب سواء أكان شخصاً ام مغنماً دنيويا ..وللنجاة من ذلك علينا التشبث بنا ذكره الاديب البرازيلى باولو كويهلو : كل انسان سعيد هو انسان يسكن الله قلبه . فمتى كان القلب ( غنياً ) بحب الله فإنه لن يتعرض للأنهيار عند حدوث ما يسؤه مع من احب بل سيقابل ذلك باتزان من امتلك قوة الاستغناء وتحرر من عبودية الاحتياج الا لمن خلقه فقط .والمثير للدهشة ان الواقع يثبت انه كلما استغنينا فى علاقاتنا الانسانية حصلنا على اشباع اكثر فالانسان يحترم من كان قوياً فى عواطفه ويستهين بمن تذلل فيها ..ولعل ذلك يقودنا الى إنارة الروح بما قاله صوفى رائع : إذا أحببت احدا تكن عبدا له وهو لا يحب ان تكون عبدا لسواه ..فليقم كل منا بصيانة مشاعره عن كل ما يؤذيها ولا يطالب احدا بذلك فليس من الذكاء مطالبة الاخرين بان يكونوا اكثر حرصاً علينا من انفــــــــــــــــــــــــــــــــسنا
.................................................. ...........................................
مقالة لنجلاء محفوظ احتفظ بها فى محفظتى من حوالى سنة وقلت اطلعك عليها

رأيت بعينى يأجوج ومأجوج

بسم الله الرحمن الرحيم
ربنا افتخ بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين
ابدأ بالشكر لأختى الفاضلة زهرة الكاميليا التى ساعدتنى على ان اكتب اول حرف لى هنا


رأيت بعينى يأجوج ومأجوج

الساعة تقترب من الثانية صباحاً وكنت فى غاية الاجهاد لكنى لم استطع الا ان اجلس مفتوح العينين مشدود الى الفيلم الوثائقى الهام عن صناعة الجينز فى الصين فلقد اكتشفت اننا قد خرجنا من التاريخ ولا مستقبل لنا وحسبنا الله ونعم الوكيل يتحدث الفيلم عن ياسمين فتاة صينية اكملت 17 سنة قررت ان تترك البيت المكون من والد ووالدة تخطيا الخمسين عاما واخت لم نراها فى الفيلم تصحوا قبل شروق الشمس وتحمل شنطة بسيطة على ظهرها وتمسك بمائة يوان صينى (يعادل 20 دولار تقريباً ) هى كل ما تحصلت عليه من والديها تقرر والدتها توصيلها لمحطة الحافلات فينهرها والدها فلديهم اليوم اعمال كبيرة بالحقل فى الحقل العمل شاق فيزرعون الارز والقمح بأقل الامكانات مما يجعلهم يرجعون مع غروب الشمس كل يوم بقليل من الزاد فالحياة فى الريف الصينى مريرة جدا تركب ياسمين الحافلة متجهة الى مقاطعة تشين على ما اتذكر وتصل الى محطة القطارات وتسأل عن اقل سعر لتذكرة القطار لم اكن اتصور اننى سأنام فى القطار فلقد قطع المسافة فى يومين واخيرا وصلت ياسمين الى المقاطعة واتجهت الى احد المصانع وسألت الحارث الديكم عمل ... اتركى شنطة ملابسك واصعدى لأعلى تستقبلها مشرفة المصنع ونخبرها ان عليها تنظيف البنطلونات الجينز من الخيوط الزائدة وتنظيفها بالفرشاة على اكمل وجه وتضع امامها كومة من البطالونات كالجبل بحيث اختفت ورائها .. الدوام من الثامنة صباحاً وحتى السادسة مساءاً وعليها ان تنظف ما يقارب المائتين الى مائتين وخمسون بنطلون تنتقل الكاميرا الى صاحب المصنع شرطى سابق اقام المصنع ويراقب العمال بكاميرات فى كل شبر فى المصنع فى المصنع ممنوع التحدث من الزميلات ودخول دورات المياه مسموح به مرتين فى اليوم فقط هناك ساعة للغذاء والغذاء عبارة عن عجينة بصحن صينى كصحون الشربة لا ادرى نوع الطعام ربما بطاطس مسلوقة مضاف اليها بعض الاعشاب طابور طويل من البنات تأخذ كل واحدة كبشة من الطعام بطبقها وتلتهمها بسرعةحتى تستطيع ان تصعد لأعلى حيث السكن يوفره المصنع لغسيل ملابسها فلقد جائت طلبية كبيرة وعليهم السهر اليوم .. الساعة الآن العاشرة صباح اليوم التالى والعاملات لم يذهبن للنوم اى انهن فى عمل منذ حوالى ثمانية وعشرون ساعة استمر العمل الى السادسة مساءاً اى ستة وثلاثون ساعة متواصلة تنتقل الكاميرا الى المشرفة وقد ضبطت احدى العملات وقد نامت من الاجهاد واخذت تعنفها وتهددها بالفصل .. فى نهاية اليوم التالى تذهب ياسمين منهكة القوى الى غرفتها المشتركة مع زميلة لها نعرف ان عمرها 14 سنة لكنها زورت البطاقة لستة عشرة حتى تستطيع العمل وترسل بعض النقود لوالديها فى الريف ايضا الغرفة ضيقة جدا وبالدور حمام مشترك لا يتعدى المتر المربع وحياة مليئة بالبؤس تنتقل الكاميرا الى صاحب المصنع الذى يقابل احد العملا ويتفقان على طلبية بسعر اربعة دولارات وربع او اقل ويشرح طاحب المصنع انه معذور فهو لا يستطيع ان يناور فى السعر وعليه ضغط تكاليفه والقبول بأقل سعر حتى لا تضيع الطلبية نعرف ان سكة حديد فرنسا تلبس من مصنعة ونرى تاجر هندى يتفق على طلبية كبيرة وتاجر آخر من الخليج يتحدث صاحب المصنع انه يصنع لحساب اكبر الماركات كليفيز مثلا التى يباع البنطلون الواحد منها بأكثر من 30 دولار.. اليوم يوم القبض للرواتب وقد حاول صاحب المصنع ان يؤجل الدفع فهدده العمال بالاضراب فأضطر الى الدفع تذهب ياسمين لقبض الراتب خمسة وثلاثون دولار فقط لاغير لكنها تفاجأ بأن اول راتب لا يصرف حيث يوضع كضمان حتى لا تهرب العاملة بعد اول شهر اى انه يضيع بالفعل تصور اكثر من 300 ساعة عمل مضنى مرهق مقابل لا شئ تأخذها زميلتها وتبحثان فى المدينة عن كوب شاى رخيص البائع على عربة بائسة والشاى بلا سكر لكنى سأشربة فهو الترفيه الوحيد .. بالمدينة تنتشر بيوت الرزيلة تحت ضغط الفقر والحاجة وتنتشر معها جرائم اخرى كالسرقة بالاكراه تستلف ياسمين من صديقتها بعض اليوانات وترسلها الى ابيها وتحدثه بأنها سعيدة بالعمل وتسرح وهى تكتب خواطرها فى ابيها وامها وكيف خالفا السلطات وانجبا اختها حيث لا تسمح الدولة بأكثر من طفل لكل اسرة ولكن بكل اسف لم ينجبا الولد بل انجبا اختا اخرى وتدور القصة مرة اخرى يوم جديد بالمصنع المغص يقطع احشاء ياسمين تشرب كوب من الماء الساخن فلا وقت لديها للذهاب الى الطبيب او حتى شراء مسكن للألم .. ينتهى الفيلم ويخبرنا المخرج انه فى ساعة الفيلم هذة انتجت العاملات 150بنطلون واستحققن عنه خمسة عشر دولار فقط لا غيراذهب الى النوم واتذكر ما نحن به من نعمة الكسل ورحرحة الشغل ونعيش ونأكل ونتزوج ونتزاور ونلعب ونشكوا ونلهوا واقول فى نفسى نحن نخاف من يأجوج ومأجوج ولقد رأيتهم بأم عينى فى الجزيرة الوثائقية