الاثنين، 23 فبراير 2009

فى طريق العودة


فى طريق العودة

--------------------------------------------------------------------------------

في طريق العودة اخذ الليل يتسلل رويداً رويدا وأخذت البيوت القليلة تتقارب من بعضها كطفلين وحيدين انزويا في ركن مكين في منزل مهجور انتظرا طويلا عودة احد أبويهما ولم يجيئا وتناهت إلى مسامعي كلمات أغنية طالما أحببتها تصور فرحة ورجاء حبيب سمح له الزمن بلقاء حبيبه بمكان بعيد موحش ليس به الا فرحة اللقاء بحبيب عز لقاؤه ) مضويه ببيوت بيوت فانوس يسهر فانوس وأنت بقلبي محروس بليل الحرقة والنار ( فلا يؤنس وحشة بيت وحيد على الطريق سوى فانوس بيت بعيد يضئ له كأنما يقول له أنا سهران لأجلك ومعك فلا تبتئس وقتها تذكرت ضجيج المدينة وآلتها الموحشة التى تسرق من أيامنا اعز معانيها ولا تتركنا نشعر بلحظة صفاء نعود فيها لأنفسنا التي طالما حلمنا أن تكون لنا ولو مرة مع توالى الأحداث والأيام ودوران عجلتها بلا هوادة وأعود لأسأل نفسي كيف السبيل إلى معرفة أسرار تلك البيوت وكيف اقنع أصحابها أنفسهم بالبقاء بعيداً عن الآخرين في مكان موحش ليس به سوى بيوت لا تتعدي أصابع اليد الواحدة .. وكيف يمضون أيامهم ولياليهم وهل تقبل أن تكون معهم .. هل جربت الوحدة .. هل جربت أن تكون بلا جيران أو أن يكون لك جار أو جارين على الأكثر ..أكيد شعور غريب جديد لم نعرفه نحن أبناء المدن بل أبناء الضجيج وتمر المشاهد أمامي وأنا واضعاَ خدي على زجاج الحافلة وعيني على الطريق الذي يأخذني بعيداً عن أيام وأماكن لا ككل الأيام ولا ككل الأماكن وتبقى في الحلق غصة الوداع فللأماكن معزة ولفراقها ألم يعادل ألم و معزة وحب البشر وابحث في نفسك ستجد حتماً صدق ما أقول .. وبعد .. تقترب الرحلة من نهايتها و نعود لنعيش على ذكرى أيام ليست ككل الأيام ننهل منها نستدعيها ننشدها وكيف لا ولطالما بحثنا عن مثلها لننام على ذكراها

...............................
مرسى مطروح 20/7/2007

ليست هناك تعليقات: